تابوبيا “سترية”

شجرة تابوبيا “سترية” هي شجرة شبه نَفْضِيّة (متساقطة الأوراق جزئيًا)، يصل ارتفاعها في البلاد إلى نحو 9–12 مترًا. هي شجرة مزهرة ذات تاج بيضوي الشكل. كان يُطلق على هذا النوع سابقًا الاسم Tabebuia ipe، ومنه اشتُق اسمها العبري تابوبيا إيبا  “טבבויה איפה”. في موطنها الأصلي بأمريكا الاستوائية يمكن أن تصل إلى ارتفاع 30 مترًا وقطر 8 أمتار. لحاء الجذع ناعم نسبيًا، مخدّد بلون بني فاتح، وأوراقها مركبة ومتقابلة. في الشتاء تتساقط أوراقها، وفي شهر مارس تتغطى الشجرة كلها بإزهار وردي كثيف ومبهر يظهر قبل تفتح الأوراق الجديدة، وتستمر فترة الإزهار حوالي ستة أسابيع. أزهارها على شكل قُمع مجمّعة في عناقيد مستديرة، لونها وردي فاقع، وفي مركزها بقعة مائلة إلى الأصفر. بعد الإزهار تظهر الثمار على شكل قرون طويلة يصل طولها إلى نحو 30 سم، وهي سمة مميزة للفصيلة البغنونيَّة. تنمو الشجرة ببطء في سنواتها الأولى، ثم يصبح معدل نموها متوسطًا إلى سريع بعد ترسخها. تمتلك جذورًا عميقة وتحتاج إلى ريّ وفير في السنوات الأولى، لكنها قادرة لاحقًا على الصمود دون ريّ حتى في التربة الرملية. في موطنها الأصلي – مناخ استوائي أو شبه استوائي في البرازيل – تُعدّ من الأشجار الكبيرة ذات الخشب الأحمر القاسي، ويُستخدم خشبها في صناعة الأثاث الفاخر. وهي شجرة مقاومة للأمراض والآفات.

خشب هذا النوع متين جدًا ومقاوم للتعفن، ويُستخدم في البناء وصناعة الأسوار، لكن يُخشى أن تؤدي كثرة قطعها إلى انقراضها في غابات أمريكا الجنوبية المطيرة. تنتشر زراعتها اليوم في الحدائق والجادات في أنحاء العالم، وتُعدّ مصدرًا مهمًا للرحيق للنحل، كما تُستخدم قشرتها في استخلاص مواد طبية. أظهرت أبحاث مخبرية حديثة أن بعض المركبات في لحاء الشجرة قادرة على قتل أنواع مختلفة من البكتيريا، لكن تجارب على الفئران بيّنت أن هذه المواد سامة وقد تسبب نفوق الأجنّة.

تُناسب هذه الشجرة الزراعة في جميع مناطق البلاد وفي معظم أنواع التربة بشرط أن تكون جيدة التصريف. لا يُنصح بزراعتها في المناطق الجبلية العالية لأنها حساسة للبرد وتعاني عندما تنخفض درجات الحرارة في الشتاء إلى ما دون 4 درجات مئوية. في سنواتها الأولى تحتاج إلى ريّ منتظم، وبعد نضجها تكتفي بريّتين إلى ثلاث ريّات عميقة في الصيف. تُعدّ مناسبة للحدائق، في وسط المساحات العشبية، إذ تسمح أوراقها المتناثرة بمرور الضوء بما يكفي للحفاظ على العشب أسفلها، كما تُعدّ خيارًا ممتازًا كشجرة شارع أو زينة في الحدائق العامة.

تُعتبر التابوبيا جنسًا حديثًا نسبيًا من الفصيلة البغنونيَّة، ويضم نحو 100 نوع من الأشجار والشجيرات، دائمة الخضرة، نَفْضِيّة وشبه نَفْضِيّة، موطنها الأصلي أمريكا الاستوائية. في منتصف السبعينيات أقلمه هذا النوع في البلاد من قِبل “חוות הנוי” تحت الاسم السابق تابوبيا إيبا. زُرعت أولى الأشجار حينها في “חוות הנוי”، ومعهد ڤولكاني، وكيبوتس مسيلوت وأوريم، ثم جُمعت البذور من الأشجار المزروعة وتم توزيع الشتلات في مشاتل البلاد. كانت هذه الشتلات ذات جذوع نحيفة، واحتاجت سنوات حتى اكتسبت سماكة ملحوظة (2–3 إنشات تقريبًا)، كما لم تبدأ بالإزهار إلا بعد 6–7 سنوات من الزراعة. في البلاد يوجد صنف محدد هو تابوبيا “سانتا باربرا”، يتميز بسرعة نمو أكبر وحجم متوسط. وفي عام 2017 سجّلت سيما كاجان صنفًا جديدًا ببراءة، هو تابوبيا إمبيتجينوزا “سترية”، الذي يتميز بإزهار أكثر غمقًا من صنف “سانتا باربرا”، بدرجات وردي-مجنطا، مع مظهر كرويّ للزهور يبدو كأنه كرات وردية صغيرة.