زمزريق أثيبي

أصل الزمزريق الأثيبي من حوض البحر الأبيض المتوسط، وتنتشر منه أشجار برّية كثيرة في البلاد، خاصة في شمال النقب، عيمك إيلا (وادي السنط)، والقدس، والمناطق الشمالية. وهو شجر متوسط الحجم ذو تاجٍ مستدير، وله ميل لإنتاج الفسائل، ولذلك يُشاهد غالبًا كشجيرة متعددة الجذوع. عند البلوغ قد يصل ارتفاعه إلى نحو 8 أمتار، بينما يمكن أن يمتد عرضه أحيانًا لأكثر من 15 مترًا. يُعدّ من الأشجار المعمّرة، ومتحمّلًا لجميع الظروف المناخية في البلاد، ويتألّق بشكل خاص في مناخ الجبال البارد. إلا أنه حسّاس للتربة المالحة، لذا لا يُناسب مناطق العربة، بينما يمكن زراعته في جميع المناطق الأخرى بسهولة. أهم آفة تهدّد هذه الشجرة في السنوات الأخيرة هي عثة النمر العملاقة، وهو نوع من العثّ، تقوم يرقاته بقرض الفروع والجذع من الداخل خلال الربيع والصيف وحتى أوائل الشتاء. لذلك من المهم مراقبة الجذع بانتظام، وفي حال ملاحظة ثقوب أو نخور يجب المعالجة الفورية.

خلال الإزهار تتغطّى الفروع بعناقيد كثيفة من الأزهار الوردية الجميلة، ويُكمل الجذع ذو الملمس المميّز المظهر الجمالي للشجرة. الزمزريق الأثيبي مناسب للحدائق الخاصة، كما يُعتبر من أشجار الغابات المحلية الجميلة في المساحات العامة، ومناسب أيضًا للشوارع الجادّات. في البلاد توجد أصناف عديدة من الزمزريق استوردت من أمريكا الشمالية، وأشهرها الزمزريق الكندي الأخضر، وهو يشبه الزمزريق المحلي لكنه أكثر قوة ونموّه أسرع، ويزهر أولًا في الموسم، وهو متحمّل ومقاوم. في المقابل، مدة إزهاره أقصر، وغالبًا ما تتزامن مع تفتح الأوراق الجديدة. ومن سلبياته أيضًا كثرة الفسائل التي تنمو من قاعدة الجذع وتتطلّب تقليمًا متواصلًا لسنوات. يُستخدم الزمزريق الكندي الأخضر اليوم كثيرًا كبديلٍ للزمزريق المحلي، أحيانًا بسبب ميزاته الفعلية، وأحيانًا أخرى عن طريق الخطأ نتيجة الخلط بين النوعين.