قصير الغلالة – شجرة الزجاجة

في أستراليا، موطنه الأصلي، يصل ارتفاع الشجرة إلى 8–25 مترًا، ويبلغ قطر تاجها ما بين 3–12 مترًا. هذا التباين الكبير في الحجم ناتج عن الإكثار بالبذور، كما توجد أيضًا بعض الاختلافات في أشكال الأوراق. لذلك، من أجل الحفاظ على التجانس – من المستحسن إجراء التطعيم. تاج شجرة الزجاجة مستدير ومتناثر. يمكن أن يصل قطر جذعه في الجزء المتضخم منه إلى أكثر من مترين، وشكله منحوت، زجاجي (قارورة) زخرفي، ولونه أخضر-رمادي مخطط. أوراقه خضراء داكنة. يعرف بتخزين الماء، مما يمنحه القدرة على الصمود في فترات الجفاف. هذه القدرة توهم العديد من المزارعين بأن الشجرة تستهلك كميات كبيرة من الماء، بينما العكس هو الصحيح: فهي شجرة مقتصدة، لا تحتاج بعد استقرارها إلى ري إضافي. في حالات الري الزائد – قد يؤدي ذلك إلى تشقق الجذع. كما أن زيادة المياه وسوء الصرف قد يسببان حتى تعفنًا وموتًا للشجرة. في الأشجار الفتية قد يعاني الجذع من ضربات الشمس، لذلك من المستحسن تبييض جذوعها. أما الشجرة البالغة بعد تأقلمها، لا تميل إلى المعاناة من ضربات الشمس. بعض الجذور تميل بشكل طبيعي إلى التعمق وعدم الانتشار على سطح التربة، ومن هنا جاءت النظرية بأن لـقصيري الغلالة جذر وتدي. ومع الوقت، تعلمنا أن جذور هذه الأشجار قادرة أيضًا على الامتداد بشكل أفقي وحتى فوق سطح الأرض. الجذور تتضخم بسرعة، ولذلك في الأراضي المضغوطة وغير العميقة ستنمو إلى الأعلى وترفع الأرضية والتغطية القائمة. على كل حال، يجب التحضير مسبقًا للبيئة ومكان زراعة هذه الشجرة، القادرة على التمدد بدرجة كبيرة، كما ذكر، يصل قطر جذعها إلى أكثر من مترين، ويدفع كل ما يعترض طريقها. في رصيف ضيق ذي مقطع صغير فوق بنية تحتية مضغوطة – الشجرة غير مناسبة للزراعة. أما في تربة عميقة ومصرفة، ومع إعداد صحيح للبنية وأحواض الزراعة، فهي مثالية للمساحات العامة.

الري المساعد البسيط حتى مرحلة الترسّخ سيؤدي إلى نمو ملحوظ للشجرة. وبعد ذلك فهي مقتصدة جدًا بالماء، بل وقد تعاني من فائض المياه. تنمو جيدًا في أي تربة مصرفة وغير مالحة. من ناحية المناخ، تتحمل البرودة لكنها حساسة للصقيع الطويل. لذلك – ليست مثالية للزراعة في المرتفعات، رغم أنه يمكن رؤية عينات منها في القدس. شجرة الزجاجة جميلة عند زراعتها بشكل فردي أو في مجموعة. وهو شجرة نحتية مناسبة للمساحات الكبيرة أو كنقطة جذب في الساحات مثلاً. يمكن حتى زراعته في الحدائق الخاصة الكبيرة. وهي متكيفة بالنسبة لظروف الإضاءة – مما يتيح زراعتها حتى كنبات منزلي. كان السكان الأصليون الأبورجينيون في أستراليا يستخدمون جذعها السميك للتخزين من خلال نحت حفر فيه. كما استخدموا بذورها وسيقانها وجذورها وقشرة جذعها كغذاء. أما ألياف جذعها فاستعملوها لصناعة الحبال وحتى لنسج شباك الصيد.